وبحسب وكالة أنباء آستان نيوز، فقد اجتمع الزوار وجيران الحرم في هذه المراسم الروحية وقلوبهم مليئة بالحب والحزن لتكريم ذكرى ومكانة الأخت الجليلة للإمام الرضا (ع)، ومن خلال أصوات الرثاء، عبروا مرة أخرى عن إخلاصهم وحبهم لأهل البيت (ع).
وفي هذه المراسم، أوضح حجة الإسلام والمسلمين علي غفوري منش في كلمته أبعاد شخصية ومكانة السيدة فاطمة المعصومة (س) الروحية وقال: وفقاً لرأي العلماء، كانت لها أعلى مكانة بين أبناء الإمام موسى الكاظم (ع) بعد الإمام الرضا (ع).
وفي إشارة إلى قول المرحوم الشيخ عباس القمي، أضاف: كانت السيدة فاطمة المعصومة (س) من أکثر بنات الإمام موسى الكاظم (ع) فضیلة، وحتى في وجود شخصية عظيمة کالسید أحمد بن موسى (ع)، المعروف بشاه جراغ، کانت مكانة السيدة المعصومة (س) أعلى.
وقال الخبير الديني: كان للإمام موسى الكاظم (ع) أربع بنات يُسمّين فاطمة، إحداهن السيدة المعصومة (س) ولشهرتها لُقّبَت بفاطمة الكبرى، كما لُقّب الإمام الرضا (ع) أخته بالمعصومة لطهارتها وابتعادها عن الذنوب، وقال: من زار السيدة المعصومة (س) في قم کأنه زارني.
وأضاف حجة الإسلام والمسلمين غفوري منش: من صفات السيدة المعصومة (س) مكانتها العلمية، فقد رُوي أنها کانت تجیب على أسئلة بعض الزوار في غيبة الإمام موسى الكاظم (ع)، وبعدما اطلع الإمام (ع) على الإجابات، قال ثلاث مرات: فداها أبوها.
وقال خطيب الحرم الرضوي الشريف: من صفات السيدة المعصومة (س) الأخری وجود زیارة خاصة بها جاءت عن الإمام المعصوم(ع)، وهي صفة لم تنلها إلا السیدة الزهراء (س) والسیدة المعصومة(س)؛ كما أن شفاعتها يوم القيامة من الصفات الأخری لهذه السيدة الجليلة.
وذكر: إن صلاة الإمامين المعصومين؛ الإمام الرضا (ع) والإمام الجواد (ع) على الجثمان الطاهر للسيدة المعصومة (س) تدل على مكانتها الخاصة، لأنه في المعتقد الشيعي لا يصلي على جثمان الإمام إلا الإمام.
وفي إشارة إلى بركات وجود السيدة المعصومة (س) في مدينة قم، قال حجة الإسلام والمسلمين غفوري منش: إن وجود هذه السيدة العظيمة حوّل مدينة قم إلى مركز علمي وديني شيعي مهم، وجعل لهذه المدينة مكانة خاصة بين علماء وأتباع أهل البيت (ع).
وأشار أيضاً إلى لقب «المُحدثة» للسيدة المعصومة (س) فقال: كانت مثل السيدة الزهراء (س) راوية للحديث، تروي أحاديث عن الإمام الكاظم (ع).
وقال الشیخ غفوري منش: إن قصة سفر السيدة فاطمة المعصومة (س) من المدينة المُنورة إلى خراسان للقاء أخيها الإمام الرضا (ع) دليل أيضاً على قبولها لولاية أهل البيت ومحبتها لهم.
وفي الختام، تحدث عن وفاة کریمة أهل البيت (س) وقال: هناك روايتان لوفاتها؛ يرى بعض المؤرخين أنها استشهدت في مدینة ساوة بالسم، بينما يرى آخرون أنها توفيت بسبب المرض أثناء سفرها لزيارة أخيها الإمام الرضا (ع)، إلا أن المؤكد أن وفاتها في قم جعلتها مركزًا روحانيًا ووجهة للشيعة وأتباع أهل البیت(ع).
بدأ القسم الرئيسي من المراسم في الساعة 19:15 بقراءة القاریء حسین طلیعي دعاء الكميل، والذي ملأ الأجواء الروحانية للحرم الشریف بهمسات الزوار ومحبي السیدة المعصومة (س).
وبعد ذلك قدمت فرقة نداء الغدير أناشيد دينية ملأت أجواء الحرم الرضوي بالأناشيد الولائیة.
اختُتمت هذه المراسم بمحفل «أخت الشمس» الشِعري، الذي رافقه قراءات شعرية لكل من السيد رضا يعقوبي آل، ومحمد جواد شرافت، وعلي مقدم، ورضا رحيمي عنبران، وأحمد حيدري، واستمر حتى الساعة التاسعة وعشر دقائق مساءً، وقد أظهر هذا المحفل الشعري، من خلال القصائد الشعرية والولائیة لشعراء بارزين، مظهرًا جديدًا من مظاهر حب کریمة أهل البیت (س) وأخيها الإمام الرضا (ع) في قلوب الزوار.